«مايكروسوفت» تخسر أهم مهندسيها
باتت قيادة ستيف بالمر لشركة مايكروسوفت تحت دائرة الضوء بعد الرحيل
المفاجئ لمن يعتبر أفضل رواد هندسة البرمجيات في الشركة، الذي كان ينظر
إليه على أنه الوريث الأكثر احتمالاً.
غادر ستيفن سيمفوسكي، رئيس الشركة لنواة نظم تشغيل الحاسب، مساء يوم
الإثنين بعد مرور أقل من أسبوعين على الانتهاء من إطلاق مايكروسوفت ويندوز
8، المنتج الأكثر أهمية لما يقارب 20 عاماً.
وقال شخص مقرب من شركة مايكروسوفت إن رحيله لم يكن مرتبطا برد فعل
العملاء على ويندوز 8. وعلى الرغم من أن النظام الجديد لقي حتى الآن
استقبالا فاترا من المستخدمين من رجال الأعمال من عملاء "مايكروسوفت"
الرئيسيين، إلا أن معظم المحللين يقولون إن بعض الوقت سيمر قبل أن يمكن
الحكم على نجاح نظام التشغيل.
وفقدان التنفيذي الذي ينسب له الفضل في إدخال الدقة إلى عمليات
"مايكروسوفت" الهندسية، دفع ببالمر إلى الصدارة في وقت تطلق فيه الشركة
هجوما مضادا كاملا على "أبل" في مجال الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
ويقول الحلوة، المحلل لدى شركة البيانات الدولية "أي دي سي" وهي شركة
بحثية في مجال التكنولوجيا: "جميع الأنظار تتجه الآن إلى بالمر في انتظار
عمل جماعي جاد لتحقيق هذه الاستراتيجية".
والاستياء المتأجج بين بعض المستثمرين بسبب التعثر الطويل لسعر سهم
"مايكروسوفت" يضع ضغوطا على بالمر كلما تقدم به الوقت وهو في منصب القيادة،
الذي يوجد فيه منذ 12 عاما. لكن المخاوف كانت أقل وضوحاً في الأشهر
الأخيرة، حيث قدمت "مايكروسوفت" عدة منتجات مهمة أثنى عليها النقاد.
وضغط مجلس إدارة الشركة على بالمر قبل عامين لإصلاح فريقه للإدارة العليا لتعزيز أداء الشركة، ما هيأ لمغادرات رفيعة المستوى.
وسطع نجم سينوفسكي، المدير الهندسي الأكثر فاعلية في "مايكروسوفت"، بعد
أن تم إحضاره ليرأس قسم ويندوز في أعقاب إصدار نظام تشغيل ويندوز فيستا،
المنتج الذي تم تأخير إصداره وتخفيض تقييمه عدة مرات أثناء تطويره.
لكن سينوفسكي كان يعرف أنه تنفيذي وقح أدى أسلوبة إلى الاحتكاك مع غيره
من كبار المديرين في الشركة، ما أثر عليه في النهاية ليكون خلفا لبالمر،
وفقا لشخص يعرف أسلوب التفكير في الشركة.
وقال عدد من المحللين إن المغادرة تعكس محاولة من جانب بالمر لتحقيق
مزيد من التماسك بين فريقه للإدارة العليا، حيث يحاول التغلب على خصومات
قديمة بين أقسام الشركة.
وقال تشارلز جولفين، المحلل لدى مؤسسة فورستر البحثية، إن هذا يذكرنا
برحيل كبير تنفيذيي البرمجيات، سكوت فورستال، الذي كان يعمل لدى شركة أبل،
ما يسلط الضوء على التحديات المشتركة لكلتا الشركتين اللتين تحاولان تصنيع
منتجات تجمع ببساطة بين الأجهزة والبرمجيات والخدمات.
وأضاف: "هذا هو المجال الذي يجب أن تتحسن فيه شركة مايكروسوفت، لكنها لا تزال متخلفة عن الركب".
وتولى بالمر السلطة الإدارية المباشرة على أعمال ويندوز بنفسه هذا
الأسبوع. ووضعت الشركة هيكلا إداريا جديدا لأعمالها التجارية الخاصة بنظم
التشغيل، موزعة مسؤوليات سينوفسكي للأعمال التجارية بين اثنين من المديرين
التنفيذيين الصغار وتركت لبالمر المسؤولية العامة.